مع ذلك، استَخدَم العديد من العلماء مصطلحًا آخر للدِّلالة إلى هذا العصر، مثل العهد «الحديث أو ما بعد الجليديّ»، حتّى عام 1967، حينما اعتمدت هيئة المسح الجيولوجيّ الأمريكيّة «الهولوسين» كمصطلحٍ رسميٍّ، وأوقفت استخدام مصطلح «الحديث» كإشارة إلى العهد الّذي نختبره الآن | الفخر الرازي في تفسير هذه الآية ينقل عن أحد الصالحين ما ملخصه أنّه تعلم معنى هذه الآية الكريمة من بائع ثلج كان يصيح ويقول : ارحموا من يذوب رأس ماله ، ارحموا من يذوب رأس ماله 4 على أي حال ، الدنيا في المنظور الإسلامي سوق تجارة |
---|---|
وقيل : المراد به وقت العصر وهو الطرف الأخير من النهار لما فيه من الدلالة على التدبير الربوبي بإدبار النهار وإقبال الليل وذهاب سلطان الشمس ، وقيل : المراد به صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى التي هي أفضل الفرائض اليومية ، وقيل الليل والنهار ويطلق عليهما العصران ، وقيل الدهر لما فيه من عجائب الحوادث الدالة على القدرة الربوبية وغير ذلك | عرَّفته هذه الكلمة أن له في هذه الدنيا مدةً معلومة، وعصراً معيَّناً، وأن له بداية، وهي يوم خروجه طفلاً إلى الدنيا، ونهايةً ينتهي بها أجله، فيفارق هذه الحياة ويرحل عنها، وبهذا تحصل للنفس موعظةً وذكرى، فهي تَذْكُرُ بدايتها، وأنها من قبل لم يكن لها وجود، ولم تكن شيئاً مذكوراً، والخالق العظيم الذي خلقها وساقها لهذه الدنيا هو الذي يعظها ويُذكِّرها، ثم هي تذكر نهايتها، إذ أن عصرها سينقضي يوماً ما، وأنها لا بد لها من الرحيل والزوال، وعندها تتذكر يوم فراقها فلا تعود تركن إلى الدنيا، ولا تعود تطمع في البقاء فيها، ثم إن كلمة وَالْعَصْرِ تُعرِّفنا أيضاً أن هذه المدة التي نقضيها في الدنيا ثمينة وثمينة جداً، فيها يستطيع الإنسان أن ينال سعادة أبدية لا نهاية لها، وبهذه المدة المحددة نستطيع أن نؤمِّن لأنفسنا حياة طيبةً أبداً وسرمداً |
والمراد بالإيمان الإيمان بالله ومن الإيمان بالله الإيمان بجميع رسله والإيمان باليوم الآخر فقد نص تعالى فيمن لم يؤمن ببعض رسله أو باليوم الآخر إنه غير مؤمن بالله.
2وتُشير كلمة «حديث»، إلى الوقت الّذي انتهت فيه جميع عُصور حقبة الحياة الحديثة «السّينوزويك-Cenozoic» | قال : وقراءتنا والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه في آخر الدهر |
---|---|
والزّراعة الأُحاديّة؛ هي تلك الّتي تُكرّس مساحاتٍ شاسعة لنوعٍ واحدٍ من المحاصيل | ويقال : خسر وخسر ; مثل عسر وعسر |
وتسأل : أليس قوله تعالى : {إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ} يدل بظاهره ان الإنسان خاسر بطبعه ، وان جميع أفراده في الخسر سواء ، وإذ كان الأمر كذلك فلا يصح تقسيم الإنسان إلى صالح وطالح وخاسر ورابح لأن ما بالذات لا يتغير ؟ وبالتالي فما هو المبرر لقوله تعالى : {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} ؟.
4کمال الدین وتمام النعمة، ۲: ۶۵۶ | يشتمل الهلال الخصيب على نهر دجلة والفرات، والجزء السّاحليّ من بلاد الشّام |
---|---|
ومن جهة رابعة ، فإنّ كلّ رؤوس أموال الإنسان وثرواته قد وهبها اللّه إيّاه | «خُسْراناً مُبِيناً» «8» در زيان غرق شدند |
وكلما أخل الإنسان بشيء من هذه الأمور ناله من الخسران بحسب ذلك، فإن ضعف إيمانه حتى أخل بشيء من الأعمال الصالحات بأن ضيع بعض الواجبات أو ركب بعض المحارم صار ذلك نقصا عليه ونوعا من الخسران الذي يحصل له، وهكذا إذا ضعف تواصيه بالحق أو ضعف صبره صار نقصا في إيمانه وصار من أسباب الخسران الذي يناله بقدر ذلك.