{حُسْبَاناً}: جمع حساب، وهو استعمال العدد | وقد مثّلوا لإخراج الحيّ من الميّت، بالنبات الغضّ الطريّ الخضر المنبثق من الحبة اليابسة، ولإخراج الميت من الحيّ، بالحب اليابس من النبات الحي النامي، ومثَّل له آخرون بالإنسان أو الحيوان الذي يخرج من النطفة وهي موات، أو بالنطفة التي تخرج من الإنسان الحي وهي موات |
---|---|
{نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً} يركب بعضه فوق بعض، ويبدو هذا في سنابل الحنطة أو الشعير وفي الرمان ونحو ذلك، وربما كان التأكيد على هذا النوع، لما فيه من الإبداع في تناسق الحبّات في التركيب الفني فيما بينها، ولما فيه من الروعة في تطور الحبّة الواحدة وتحوّلها إلى آلاف الحبّات، ليفكر الإنسان، ويتساءل عن السرّ في هذا التكاثر، فإذا كان ذلك من خلال العناصر الطبيعية الكامنة في قابلية الحبّة أو البذرة للنموّ والتكاثر، كما يقول علماء النبات، فيبقى السؤال يفرض نفسه على المسألة من جديد، فمن الذي أودع هذه العناصر في داخلها، أو خلقها على أساس وجود العناصر فيها بهذه الدقّة من النظام في حركة الحياة فيها، ما دامت لا تمتلك أساساً ذاتياً للحتميّة الطبيعيّة بعيداً عن خلق خالقٍ، أو تدبير مدبّرٍ؟ ثم ليبحث الإنسان عن الجواب الواعي الذي يؤكد له أنّ الله هو الذي أودع القوانين في حركة الحياة في النبات، كما أودعها في حركتها في الإنسان وفي الحياة وفي كل شيءٍ، ما يوحي بملاحقة هذه الظواهر الطبيعية لاكتشاف قوانينها الداخليّة والخارجيّة، من أجل أن يتعرّف العلاقة الحيّة بين قضية الإيمان، وقضية الحياة في نموّها وتطورها، فلا مجال لابتعاد الإيمان عن حركة الحياة في عالم التطوّر والنموّ والإبداع، كما لا مجال لابتعاد الحياة عن روح الإيمان وحركته في وعي الإنسان وتفكيره | {وَيَنْعِهِ}: نضجه واكتماله، وقيل: جمع يانع |
ولعلّ هذا الاختلاف في التعبير عن المعنى الواحد بكلمتين متعدّدتين يرجع إلى ناحيةٍ فنيّةٍ، في ما يوحيه التنوّع من اللطف والبراعة {انْظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ} أي: لاحظوا حالة هذا النبات المتنوع قبل أن يثمر، ولاحظوه بعد أن يثمر لتتعرفوا مراحل نموّه وتطوّره، وما يوحيه لكم ذلك من أسرار الإيمان بالله، ولاحظوا {وَيَنْعِهِ} وهو حالة نضج الثمر، مأخوذ من اليناعة {إِنَّ فِي ذلِكُمْ لاَْيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} في ما توحي به من قدرة الخالق وحكمته، ما يدفع إلى الإيمان به، بأوضح برهان، وأقرب طريقٍ، لمن يتطلب الإيمان بفكره، ويبحث عن الحقيقة بروحه، فهو الذي يعي حركة الخلق في ارتباطها بعظمة الخالق، عندما يلاحق كل علامات الاستفهام في ما تثيره المظاهر التي حوله منها، ولا يتجمّد أمام الأشكال البسيطة الساذجة فيها التي قد تشغل النظر من دون أن تثير الفكر.
والمراد بقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} أنّ الله أخرج النباتات المتنوّعة بأصنافها وأشكالها وألوانها وأثمارها من ماء واحد لا تنوع في خصائصه، ومن أرض واحدة لا تمايز بين مواقعها، ما يبعث على الدهشة والإعجاب والإحساس بعظمة الخالق | Su última versión 2 tiene 54 descargas |
---|---|
{الْحَبِّ}: جمع حبّة، وهو ما لا يكون له نوى كالبُرّ والشعير | ـــــــــــــــــ 1 مجمع البيان، ج:4، ص:421 ـ 422 |
Desde año 2007 hasta hoy su propósito es presentarte los mejores juegos y aplicaciones para Android Freeware.
1Especificaciones Nombre سورة الانعام مكتوبة Acerca de Surat Al-Anam es una aplicación exclusiva con contenido distintivo y renovado Calificación 5 | {مُّتَرَاكِباً}: متفاعل من الركوب، أي: تركب بعضه على بعض |
---|---|
تنبيه هام: تراجم معاني القرآن الكريم المعروضة بالموقع تم الحصول عليها من موقع تنزيل دوت نت، ولم يتسنى لنا مراجعتها أو تدقيقها | وهذه النجوم التي تمثل عوالمَ كبيرةً ضخمةً، ما هي فائدتها للإنسان، وكيف يحس بارتباطه بها في حياته وفي أوضاعه؟ هل يكتفي بالمشاعر الذاتية التي تجعله يحلّق في جوٍّ شاعريٍّ في الليل عندما يتأملها، وهي تنتشر في السماء كنقاط نور صافية لامعة تجرح ظلمة الليل من بعيد، وتوحي للإنسان بأحلام السمر؟ أم يظلّ مشدوداً إليها في نظرة المشدوه المتعجب في ما تثيره في النفس من عوالم العظمة والجلال، أم هناك شيء يتحرك من خلالها في حياة الإنسان، ويتدخل في حركة أعماله وأشغاله؟ إن الآية تحدّد لنا أن الله قد جعلها لنا لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر عندما نفقد العلامات المميزة التي تدلّنا على الطريق، وتحدّد لنا وجهة السير، وتبعدنا عن الضياع، ونحن نعلم أن الناس كانت تهتدي بها في أسفارها قبل أن يكتشف المكتشفون الوسائل الحديثة التي تستطيع أن تحدّد للناس طريقهم في الصحاري الواسعة، وفي البحار الممتدّة |
وربما كان العدول من كلمة الأخضر إلى كلمة الخضر، للإيحاء بالمظهر الحيّ للحياة في النبات، لا للشيء الذي تتمثل فيه، من أجل أن يتّجه النظر والفكر إلى العنصر الموحّد في كلّ النباتات.
9